إلى قوى الثورة والمعارضة

إلى قوى الثورة والمعارضة

حسن شندي عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية السورية

تحية طيبة وبعد:

 

لابد أن أؤكد بداية أن الهيئة الوطنية السورية تأسست برؤية عمل وطنية استراتيجية بعيدة قليلا عن التكتيك السياسي أو بمعنى ادق بعيدة عن التحرك السياسي البحت، بل أكدت الهيئة منذ انطلاقتها بعد لقاءات تشاورية عديدة، على الرؤية الوطنية السورية بإطارها العام المنفتح على الجميع من خلال كتل أساسية، أو أعمدة لهذا البناء الوطني الذي ولد على أرضية الثورة السورية ومطالبها العادلة، وهذه الكتل الأربعة ( السياسية) و( الاقتصادية  الاجتماعية ) و( الحقوقية )  و( العسكرية )، تضم شخصيات نوعية ذات مصداقية معروفة لأغلب النشطاء السوريين وهم جميعا مؤمنين ومازالوا بانتصار الرؤية السورية الجامعة، والارتباط العضوي بمطالب أغلبية الشعب السوري بحياة كريمة،  ووطن يعطي لكل ذي حق حقّه، بعيداً  عن قوى الأمر الواقع، وما فرضته علينا قوى إقليمية، أو دولية لتغتصب  إرادتنا الحرة، وطموحاتنا المحقة في استعادة قرارنا السياسي، والتي لن تنكسر، وأعتقد أن رؤية وأهداف الهيئة الوطنية هي مطلب كل السوريين بمختلف انتماءاتهم.

ونحن نأمل بالتأكيد أن تكون الهيئة تدشيناً لمرحلة جديدة من البناء والتأسيس للرؤية الوطنية السورية بشكل فاعل على أرض الواقع، وفي المهجر في هذه المرحلة الحساسة للإنقاذ الوطني، ونحن إذ نعتقد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع السوريين، وينبغي أن يعتبروا الرؤية ملكهم، ويسخّروا كل خبراتهم من أجلها، وهي موجهات استراتيجية ناظمة لمختلف كتل وتنظيمات الثورة والمعارضة السورية، وحتى السوريين الأسرى في مناطق سيطرة النظام والذين، حسب اعتقادنا، وصلوا لمرحلة من الوعي والإدراك لموجبات المرحلة القادمة، وأريد أن أدعو النشطاء السوريين حقيقة إلى قراءة وثائق الهيئة الوطنية ومناقشتها،  فنحن، يوما بعد يوم، نقترب من الجميع، وسنلتقي بالجميع عاجلاً، أم آجلاً بخطوات ثابتة، وواثقة مبنية من خلال تراكم خبرات حاملي المشروع أنفسهم، والذين تشرفت بهم وبحسهم الوطني العالي بالمسؤولية.

رسالتي هذه إلى كافة القوى الوطنية السورية دون استثناء راجيا من جميع  الوطنين السوريين دون استثناء من كافة التوجهات في الداخل السوري، أو في المهجر رجائي في هذا الظرف الاستثنائي من تاريخ سوريا أن نتقارب، ونتكاتف معاً بنفس القدر للتعامل مع المتغيرات القادمة، ورفض خطة تقسيم سوريا، أو تسليمها لقوى لا تمثل الشعب السوري، أو القفز على مقررات جنيف وقرارها ٢٢٥٤، أو تمييع قضية الحرية والكرامة وأهداف الثورة السورية المباركة أو بيع دماء شهدائنا، وما كتبت هذه الأسطر أيها الزملاء والإخوة السوريين من درعا إلى عفرين، ومن طرطوس إلى الميادين، إلا شعوراً مني بضرورة أن نرتقي أكثر لتحمل المسؤولية  الوطنية، ونتواصل، ونتقارب لنتصدى لكل المخططات التي تستهدف مستقبل وطن جريح وأجيال من بعدنا، فالمسؤولية كبيرة، وما يخطط لنا جميعا أكبر مما نتصوره أو نتخيله فهنالك حضارة يريدون منها الاندثار،  وشعبٌ حيٌّ يريدون إنهاء أنفاسه وأصواته التي دفع لأجلها دماء ذكية.

انطلاقا مما ذكرته وكأحد أعضاء المكتب التنفيذي أؤكد أن الهيئة بأعضائها، والذي وصل عددهم إلى الأربعمئة شخصية نوعية هي عبارة عن خارطة طريق لبناء تكتل وائتلاف سوري وطني واسع لتمثيل القاسم المشترك القابل للتطوير بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري، فقط المصلحة الوطنية السورية. وبغض النظر عن المواقع، أو المسميات، أو نوع الكتل والأحزاب والتنظيمات السياسية الموجودة، فالرؤية وضعت لأجل الجميع، وفي خدمة الجميع، عدا مجرمي الحرب،  ومن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، فالشعب السوري يستحق الحرية والسلام والوئام والاستقرار ، لذلك أؤكد لكافة الشخصيات السورية الوطنية العزيزة من جديد أن الهيئة الوطنية ورؤيتها انبثقت لأجل الدفع باتجاه توسيع الرؤية الوطنية وتثبيتها والتقارب مع كافة الأطر والتنظيمات السورية، دون استثناء، وهي تستطيع تحمل مسؤولياتها كاملة في تقريب كافة قوى الإنقاذ الوطني والمضي قدماً، حتى تشكيل هيئة حكم انتقالي وإسقاط الدكتاتورية وتحقيق العدالة لوطننا السوري الجريح.

Skip to content